بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم
زاردشـت الرسول الحقيقي للقومية الكوردية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مهدي مجيد عبدالله
الديانة الوحيدة التي اعتنفها الشعب الكوردي قبل فرض الإسلام عليه هي
الزاردشتية، و لا تزال جذورها ضاربة في مجتمعاتهم لوقتنا هذا فضلا عن تركها
اثارا في الوجدان الشعبي، و لا يزال الكورد يحتفظون بطقوس و اعياد شعبية
زاردشتية على النطاق الاجتماعي و الديني، وقد انطبع اثرها في الاداب
الكردية قديمها و حديثها.
لكن الدراسات الشاملة و الوافية للزاردشتية لم تنجز من قبل الكتاب و
المثقفين الكورد و هذا ما اتاح الفرصة الى تشويهها و تفسيرها بصورة خاطئة
من قبل كتاب اخرين من قوميات (عربية، فارسية، تركية ) حيث تناولوها و
قلوبهم مليئة بالحقد و الكراهية و الضغينة و عقولهم تنتج احابيل و المكائد
لتشويه الثراث الكردي و قطع جذوره بغية استعباده و سلخه تاريخيا.
ولادته :-لا توجد بين أيدينا مصادر تاريخية مباشرة تعيننا على رسم سيرة كاملة لحياة
زرادشت، ولكننا نستطيع رسم ملامح عامة لها اعتماداً على المصادر الإغريقية
التي تعود إلى القرنين السادس والخامس ق م وعلى المصادر الزرادشتية ذاتها،
وأهمها مجموعة الأناشيد التي وضعها زرادشت نفسه، المدعوة بالـغاثا،
ومجموعتين من الأدبيات الزرادشتية معروفتين باسم الافستا و الافستا الصغرى،
وتحتويان على تعاليم زرادشت وأحاديثه الشفوية التي نقلت عبر الأجيال وعلى
شروح وتعليقات اللاهوتيين الزرادشتيين. وقد تم تدوين هاتين المجموعتين خلال
الفترة الساسانية بعد قرون طويلة من التداول الشفهي.
عندما ولد زرادشت، على ما تقصُّه الأدبيات الزرادشتية اللاحقة، احتفلت كل
مظاهر الطبيعة، وحدثت سلسلة من المعجزات التي رافقت ذلك الحدث المهم في
تاريخ الكون وتاريخ الإنسانية. أما الشيطان فقد هرب واختفى من على وجه
الأرض؛ ثم ما لبث أن أرسل زبانيته لإهلاك الرضيع. فلما اقتربوا منه تكلم في
المهد وتلا صلاةً للربِّ طردت الشياطين. وعندما شب على الطوق جاء الشيطان
لكي يجربه ووضع في يده سلطان الأرض كلِّها مقابل تخلِّيه عن مهمته القادمة،
ولكن زرادشت نهره وأبعده عنه.
انخرط زرادشت منذ يفاعه في الكهنوت وصار كاهناً على دين قومه (وهو دين
هندإيراني شبيه بدين أسفار الـفيدا الهندية). وكان ينتمي إلى فئة خاصة من
الكهان تدعى زاوتار، يتميز أفرادها بسعة العلم والخبرة في الشؤون الدينية،
ولا يُرسَمون كهنة إلا بعد خضوعهم لتدريب طويل يتمرسون إبانه بشتى المعارف
اللاهوتية والفنون الطقسية. غير أن زاردشت ما لبث أن انشق على المعتقدات
التقليدية التي نشأ عليها وأحدث انقلاباً دينياً كان له أعمق الأثر على
الحياة الروحية للإنسانية.
نبوته :-
عندما كان زرادشت في الثلاثين من عمره جاءه وحيُ النبوة من السماء
يأمره بالتبشير والدعوة إلى دين الله الحق. فبينما كان يشارك في إحدى
المناسبات الطقسية دعت الحاجة إلى بعض الماء، فتطوَّع زرادشت لجلبه ومضى
إلى النهر القريب حيث خوَّض حتى ركبتيه وملأ وعاءه. وبينما هو خارج من
الماء، تجلَّى له على الضفة كائن نوراني، فخاف لدى رؤيته وهمَّ بالرجوع.
ولكن الكائن كلَّمه وطمأنه قائلاً بأنه فوهو ماناه، أحد الكائنات الروحانية
الستة التي تحيط بالإله الواحد أهورا مزدا وتعكس مجده. ثم أخذ الملاك بيد
زرادشت وعرج به إلى السماء حيث مَثُل في حضرة أهورا مزدا والكائنات
الروحانية المدعوة بالأميشا سبنتا؛ وهناك تلقَّى من الله الرسالة التي وجب
عليه إبلاغها لقومه ولجميع بني البشر.
بعد تلقيه الرسالة انطلق زرادشت يبشر بها في موطنه وبين قومه مدة عشر
سنوات، ولكنه لم يستطع استمالة الكثيرين إلى الدين الجديد. فلقد وقف منه
الناس العاديون موقف الشك والريبة بسبب ادعائه النبوة وتلقي وحي السماء،
بينما اتخذ منه النبلاء موقفاً معادياً بسبب تهديده لهم بعذاب الآخرة،
ووعده للبسطاء بإمكانية حصولهم على الخلود الذي كان وقفاً على النخبة في
المعتقد التقليدي.
نشر رسالته :-ولما يئس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من قومه وعشيرته عزم على الهجرة من موطنه، فتوجَّه إلى مملكة خوارزم
القريبة، حيث أحسن ملكها فشتاسبا استقباله، ثم اعتنق هو وزوجته الزرادشتية
وعمل على نشرها في بلاده. ولكن ملوك المناطق المجاورة طالبوا فشتاسبا بنبذ
الزرادشتية والرجوع إلى دينهم التليد، وانتهزوا الفرصة للإغارة على حدود
بلاده، فدخل معهم في حروب طاحنة خرج منها منتصراً. وبذلك تم فتح الطريق
أمام الزرادشتية للانتشار التدريجي.
عاش زرادشت عمراً مديداً، ووجد الوقت الكافي لنشر رسالته والعمل على تبسيط
تعاليمه الأولى التي أوردها في الأناشيد، وذلك بلغة تقرِّبها إلى أفهام
عامة الناس وتستميلهم إليها. تزوج ثلاث مرات وأنجب ثلاثة ذكور وثلاث بنات؛
وكانت ثالث زيجاته من ابنة الوزير الأول لمملكة خوارزم.
الشهادة الزاردشتية :-بعد وفاة الملك فشتاسبا سادت الفوضى في المملكة وفقد زرادشت سنده وحاميه؛
فكان عليه أن يكافح ويصمد بقواه الخاصة؛ وهي مهمة حققها بنجاح بعد نضال شاق
وطويل. إلى هذه الفترة العصيبة يرجع قانون العقيدة الزرادشتي الذي يجب على
المؤمن فهمه وإعلانه لدى دخوله في الدين الجديد، وفي مقدمته الشهادة التي
تقول: "أشهد أني عابد للإله أهورا مزدا، مؤمن بزرادشت، كافر بالشيطان،
معتنق للعقيدة الزرادشتية، أمجِّد الأميشا سبنتا الستة، وأعزو لأهورا مزدا
كل ما هو خير." لدى نطقه بهذه الشهادة يكون الفرد قد انسلخ عن الدين القديم
وصار عضواً في جماعة المؤمنين.
جذور ومعاني زرادشت :- لزاردشت أسماء متعددة. زرادشت، زوردشت، زرتشت، زاردشت، زوردسترا وما عدا
هذه فله إثنا عشر اسماً آخر واسمه في (الآفستا) زرادسترا وأسبيتامازرادسترا
ويسميه الأوربيون (زرواستر) وفي البهلوية (زراتوشت) وبالفارسية الجديدة
(زوردشت) وينفرد ابن النديم وحده في القول بأن زرادشت هو ابن (أسبيتمان)
وصاحب كتاب ( باسيتاني) وفلسفة ويسميه ( شتاشوزاردوشت).
لكن المصادر التأريخية الموثوقة والمعتبرة تؤكد على ان اسمه الحقيقي هو(
زاردشت) زار تعني اللغة أو الحديث ودشت تعني الحقيقة والإستقامة أي (الناطق
بالحقيقة) ولكن يذهب البعض من المؤرخين الى القول بأن زارد تعني الأصفر
(زر) وأوشترا بمعنى أوشتر وهو الجمل أي صاحب الجمل الأصفر.والفيلسوف
الألماني (نيتشه) يكتب اسمه زارا لأن كلمة (زار-زاراف) بالكردية تعني اللغة
أو الحديث.
اسم والد زرادشت هو (بروشف-بروشب)أحد أبناء (فريدون)الذي كان ملكاً على
إيران وزرادشت هو ابن (بروشف)بن دوخد بن هاتي كاتاسبا ويستدل من كتب زرادشت
بندهشين، زادسبادم، ويكركارت، دينجة، أن نسبه يتصل ب(منوشهر بن إيرج بن
فريدون) وأن اسم والدته (دوخدو) وهي من نفس عائلة أبيه.
كوردية زاردشت :-زرادشت هو كردي من ميديا وسم والده بروشف ولد قرب بحيرة أورمية في سنة
660ق.م وقتل في بلخ على يد الأتراك عام 583ق.م وبقي على قيد الحياة 77عاماً
وهاجر الى بلخ (بكتيريا) وهناك جاهر بديانته الزرادشتية وأمضى عشر سنوات
يتجول هائماً على وجهه في السهول والجبال.هذا وأن كوشتاسب ليس والد دارا
الملك الفارسي الشهير الذي كان ملكاً على برسوبوليس في إيران.
يُعتبَر زرادشت واحداً من أهم الشخصيات الدينية التي أثَّرت على مجرى الحياة الروحية عبر تاريخ الحضارة. ولا تكمن أهمية هذا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] والمعلِّم الأخلاقي الكبير في مدى الانتشار الجغرافي والزماني للديانة
الزرادشتية التي قامت على وحيه وتعاليمه بقدر ما تكمن في مدى تأثير أفكاره
على الديانات العالمية اللاحقة.
رغم أننا نفهم من الأفستا الصغرى أن زرادشت عاش وبشَّر برسالته قبل عصر
الإسكندر بثلاثة قرون، أي فيما بين أواخر القرن السابع وأوائل القرن السادس
ق م، إلا أن الباحثين في تاريخ الزرادشتية مختلفون في تاريخ ميلاد
المعلِّم. فبينما يرجع به فريق من الباحثين إلى أواسط الألف الثاني ق م
استناداً إلى التحليل الفيلولوجي لِلَهجة أناشيد الغاثا التي تشفُّ عن بُنى
لغوية مغرقة في القدم فإن فريقاً ثانياً يقبل بالمعلومة الأفيستية ويحدِّد
ميلاده في أوائل القرن السادس ق م، ويطابق بين اسم الملك فشتاسبا الذي
يتكرر في أناشيد الغاثا واسم والد الملك قورش المدعو هيستابس. وهنالك فريق
ثالث يؤرِّخ لمولد زرادشت في مطلع الألف الأول ق م، حوالى عام 900 تقريباً؛
وحجة هذا الفريق قِدَم لهجة أناشيد الغاثا، من جهة، وعدم تعرضها، ولو
بالإشارة العابرة، إلى ذكر مملكة الميديين أو الأخمينيين، من جهة ثانية.
يضاف إلى ذلك ما تكشف عنه الدراسة المدققة للأناشيد من وجود نظام سياسي كان
سائداً خلال حياة الكاتب، يقوم على الإمارات الصغيرة التي لا تخضع لسلطة
سياسية مركزية؛ ومثل هذا النظام لم يكن ممكناً بعد عام 900 ق م.
هذا التاريخ المتوسط لميلاد نبي الزرادشتية يلقى الآن تأييد معظم الباحثين.
أما عن المنطقة التي ولد بها المعلم وعاش سنوات يفاعه إلى أن جاءه وحي
النبوة فإن الآراء تتفق على وقوعها في المناطق الشرقية المتطرفة والبعيدة
عن المراكز الحضرية التي كانت تعيش على الرعي وتربية الماشية.
تأثير زاردشت :-ذاع صيت زرادشت في العالم القديم. فاعتبره الإغريق سيداً للحكمة وللمعارف
السرَّانية؛ وعزا إليه الفيثاغوريون تأثيراً مباشراً على معلِّمهم
فيثاغوراس؛ ونظر إليه فلاسفة الأكاديميا بإكبار وإجلال باعتباره مؤسِّساً
لفلسفة الثنوية؛ ثم رأت فيه المسيحية المبكرة مبشراً بقدوم السيد المسيح
بسبب تعاليمه حول المخلِّص المنتظر الذي سيأتي في آخر الأزمان. وعندما ظهرت
المدارس الغنوصية في سورية ومصر خلال القرون الأولى للميلاد وجدت في
زرادشت واحداً من معلِّميها الكبار. ثم جاء ماني، المعلِّم الثاني لمعتقد
الثنوية، فاعتبر زرادشت ثالث الأنبياء العظام الذين سبقوه، إضافة إلى موسى
ويسوع. وفي العصور الحديثة أصبح زرادشت موضع اهتمام الأوروبيين منذ عصر
النهضة. وكان الفيلسوف الألماني نيتشه من أكثر الفلاسفة المحدثين إعجاباً
به، واستعار اسمه لإبرز كتبه هكذا تكلم زرادشت.
تحياتي لكم أحبتي